إليه بخلاف الأمثال والأشعار ونحوها فإن الإنسان يمكن علمه منه إذا تكلم بأن يسمع منه أو ممن سمع منه وأما القرآن فتفسيره على وجه القطع لا يعلم إلا بأن يسمع من الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك متعذر إلا في آيات قلائل فالعلم بالمراد يستنبط بأمارات ودلائل والحكمة فيه أن الله تعالى أراد أن يتفكر عباده في كتابه فلم يأمر نبيه بالتنصيص على المراد في جميع آياته فصل في شرف التفسير 6272 وأما شرفه فلا يخفى قال تعالى * (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * 6273 أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله * (يؤتي الحكمة) * قال المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله 6274 وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا * (يؤتي الحكمة) * قال القرآن قال ابن عباس يعني تفسيره فإنه قد قرأه البر والفاجر 6275 وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء * (يؤتي الحكمة) * قال قراءة القرآن والفكرة فيه وأخرج ابن جرير مثله عن مجاهد وأبي العالية وقتادة وقال تعالى * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * 6276 أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني لأني سمعت الله يقول * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * 6277 وأخرج أبو عبيد عن الحسن قال ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن تعلم فيم أنزلت وما أراد بها 6278 وأخرج أبو ذر الهروي في فضائل القرآن من طريق سعيد بن جبير عن
(٤٦٤)