الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٤
إنها مكية ولا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا لكن يشبه صدرها أن يكون مكيا 59 قلت الأمر كما قال ففي مسند البزار وغيره عن عمر أنه دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد فقرأها وكان سبب إسلامه 60 وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال لم يكن شيء بين إسلامه وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين * (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد) * الآية 61 سورة الصف المختار أنها مدنية ونسبه ابن الغرس إلى الجمهور ورجحه ويدل له ما أخرجه الحاكم وغيره عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله سبحانه * (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) * حتى ختمها قال عبد الله فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها 62 سورة الجمعة الصحيح أنها مدنية لما روى البخاري عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه سورة الجمعة * (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) * قلت من هم يا رسول الله الحديث ومعلوم أن إسلام أبي هريرة بعد الهجرة بمدة وقوله * (قل يا أيها الذين هادوا) * خطاب لليهود وكانوا بالمدينة وآخر السورة نزل في انفضاضهم حال الخطبة لما قدمت العير كما في الأحاديث الصحيحة فثبت أنها مدنية كلها 63 سورة التغابن قيل مدنية وقيل مكية إلا آخرها 64 سورة الملك فيها قول غريب إنها مدنية 65 سورة الإنسان قيل مدنية وقيل مكية إلا آية واحدة * (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) * 66 سورة المطففين قال ابن الغرس قيل إنها مكية لذكر الأساطير فيها
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»