الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٤١
* (آتاهما) *) وأن ما بعده تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم الأصنام ويوضح ذلك تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية ولو كانت القصة واحدة لقال عما يشركان كقوله * (دعوا الله ربهما) * * (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) * وكذلك الضمائر في قوله بعده * (أيشركون ما لا يخلق شيئا) * وما بعده إلى آخر الآيات وحسن التخلص والاستطراد من أساليب القرآن 1174 ومن ذلك قوله تعالى * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون) * الآية فإنه على تقدير الوصل يكون الراسخون يعلمون تأويله وعلى تقدير الفصل بخلافه وقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قالا إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة ويؤيد ذلك كون الآية دلت على ذم متبعي المتشابه ووصفهم بالزيغ 1175 ومن ذلك قوله تعالى * (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * فإن ظاهر الآية يقتضي أن القصر مشروط بالخوف وأنه لا قصر مع الأمن وقد قال به لظاهر الآية جماعة منهم عائشة لكن بين سبب النزول أن هذا من الموصول المفصول فأخرج ابن جرير من حديث علي قال سأل قوم من بني النجار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا نضرب في الأرض فكيف نصلي فأنزل الله * (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) * ثم انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم فقال قائل منهم إن لهم أخرى مثلها في أثرها فأنزل الله بين الصلاتين * (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * إلى قوله * (عذابا مهينا) * فنزلت صلاة الخوف فتبين بهذا الحديث أن قوله * (إن خفتم) * شرط فيما بعده وهو صلاة الخوف لا في صلاة القصر وقد قال ابن جرير هذا تأويل في الآية حسن لو لم تكن في الآية إذا 1176 قال ابن الفرس ويصح مع إذا على جعل الواو زائدة
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»