الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٤٧
إني منزل عليك توراة حديثة تفتح أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا 638 وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال لما أخذ موسى الألواح قال يا رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في قلوبهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد 639 ففي هذين الأثرين تسمية القرآن توراة وإنجيلا ومع هذا لا يجوز الآن أن يطلق عليه ذلك وهذا كما سميت التوراة فرقانا في قوله * (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان) * وسمى صلى الله عليه وسلم الزبور قرآنا في قوله خفف على داود القرآن 1 - فصل في أسماء السور 640 قال العتبي السورة تهمز ولا تهمز فمن همزها جعلها من أسأرت أي أفضلت من السؤر وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها 641 ومنهم من يشبهها بسور البناء أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة 642 وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ومنه السوار لإحاطته بالساعد 643 وقيل لارتفاعها لأنها كلام الله والسورة المنزلة الرفيعة قال النابغة (ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك حولها يتذبذب) 644 وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركب ومنه * (إذ تسوروا المحراب) * 645 وقال الجعبري حد السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»