616 وأما الكلام فمشتق من الكلم بمعنى التأثير لأنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده 617 وأما النور فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام 618 وأما الهدى فلأن فيه الدلالة على الحق وهو من باب إطلاق المصدر على الفاعل مبالغة 619 وأما الفرقان فلأنه فرق بين الحق والباطل وجهه بذلك مجاهد كما أخرجه ابن أبي حاتم 620 وأما الشفاء فلأنه يشفي من الأمراض القلبية كالكفر والجهل والغل والبدنية أيضا 621 وأما الذكر فلما فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية والذكر أيضا الشرف قال تعالى * (وإنه لذكر لك ولقومك) * أي شرف لأنه بلغتهم 622 وأما الحكمة فلأنه نزل على القانون المعتبر من وضع كل شيء في محله أو لأنه مشتمل على الحكمة 623 وأما الحكيم فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعاني وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف والاختلاف والتباين 624 وأما المهيمن فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السالفة 625 وأما الحبل فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة أو الهدى والحبل السبب 626 وأما الصراط المستقيم فلأنه طريق إلى الجنة قويم لا عوج فيه 627 وأما المثاني فلأن فيه بيان قصص الأمم الماضية فهو ثان لما تقدمه وقيل لتكرر القصص والمواعظ فيه وقيل لأنه نزل مرة بالمعنى ومرة باللفظ والمعنى كقوله * (إن هذا لفي الصحف الأولى) * حكاه الكرماني في عجائبه 628 وأما المتشابه فلأنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق 629 وأما الروح فلأنه تحيا به القلوب والأنفس
(١٤٥)