قال الفخر: قال الحسن: كل من عمل معصية، فهو جاهل، فقيل: المعنى أنه جاهل بمقدار ما فاته من الثواب، وما استحقه من العقاب، قلت: وأيضا فهو جاهل بقدر من عصاه. انتهى.
والإشارة بقوله تعالى: (وكذلك نفصل الآيات)، إلى ما تقدم من النهي عن طرد المؤمنين، وبيان فساد منزع العارضين لذلك، وتفصيل الآيات: تبيينها وشرحها وإظهارها، قلت: ومما يناسب هذا المحل ذكر شئ مما ورد في فضل المصافحة، وقد أسند أبو عمر في " التمهيد "، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه وعلقمة، أنهما قالا: " من تمام التحية المصافحة "، وروى مالك في " الموطإ "، عن عطاء الخرساني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تصافحوا، يذهب الغل، وتهادوا، تحابوا، وتذهب الشحناء "، قال أبو عمر في " التمهيد ": هذا الحديث يتصل من وجوه شتى حسان كلها، ثم أسند أبو عمر من طريق أبي داود وغيره، عن البراء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلمين يلتقيان، فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا "، ثم أسند أبو عمر عن البراء بن عازب، قال:
" لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي، فقلت: يا رسول الله، إن كنت لأحسب أن المصافحة للعجم فقال: نحن أحق بالمصافحة منهم، ما من مسلمين يلتقيان، فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما، ونصيحة، إلا ألقيت ذنوبهما بينهما "، وأسند أبو عمر عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا التقى المسلمان، فتصافحنا، أنزل الله عليهما مائة رحمة، تسعون منها للذي بدأ بالمصافحة، وعشرة للذي صوفح، وكان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه ". انتهى.