ومن السورة التي يذكر فيها الحجرات وهى كلها مدنية آياتها ثمان عشرة آية وكلماتها ثلاثمائة وثلاث وأربعون وحروفها ألف وأربعمائة وستة وسبعون * (بسم الله الرحمن الرحيم) * وباسناده عن ابن عباس في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله) * لا تتقدموا بقول ولا بفعل حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يأمركم وينهاكم ويقال لا بقتل ولا بذبيحة يوم النحر بين يدي الله * (ورسوله) * دون أمر الله وأمر رسوله ويقال لا تخالفوا الله ولا تخالفوا الرسول ويقال لا تخالفوا كتاب الله ولا تخالفوا سنة رسول الله * (واتقوا الله) * أخشوا الله في أن تفعلوا وتقولوا دون أمر الله وأمر رسوله وأن تخالفوا كتاب الله وسنة رسوله * (إن الله سميع) * لمقالتكم (عليم) بأعمالكم نزلت هذه الآية في ثلاثة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قتلوا رجلين من بنى سليم في صلح رسول الله بغير أمر الله وأمر رسوله فنهاهم الله عز وجل وقال لا تقدموا بين يدي الله دون أمر الله وأمر رسوله إن الله سميع لمقالة الرجلين عليم بما اقترفا وكان قولهم لو كان هكذا لكان كذا فنهاهم الله عن ذلك * (يا أيها الذين آمنوا) * نزلت في ثابت بن قيس بن شماس يرفع صوته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم وفد بنى تميم فنهاه الله عن ذلك فقال يا أيها الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يعنى ثابتا * (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * صلى الله عليه وسلم لا تشدوا كلامكم عند كلام النبي صلى الله عليه وسلم * (ولا تجهروا له بالقول) * لا تدعوه باسمه * (كجهر بعضكم لبعض) * كدعاء بعضكم لبعض باسمه ولكن عظموه ووقروه وشرفوه وقولوا له يا نبي الله ويا رسول الله ويا أبا القاسم * (أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) * لكيلا تبطل حسناتكم بترككم الأدب وحرمة النبي صلى الله عليه وسلم وأنتم لا تشعرون لا تعلمون بحبطها * (إن الذين يغضون أصواتهم) * نزلت أيضا في ثابت بن قيس بن شماس بعد ما نهاه الله عن رفع الصوت * (عند رسول الله) * صلى الله عليه وسلم فمدحه بعد ذلك بخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الذين يغضون يكفون ويخفضون أصواتهم عند رسول الله * (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم) * صفى الله وطهر الله قلوبهم * (للتقوى) * من المعصية ويقال أخلص الله قلوبهم للتوحيد * (لهم مغفرة) * لذنوبهم في الدنيا * (وأجر عظيم) * ثواب وافر في الجنة * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) * نزلت هذه الآية في قوم من بنى عنبر حي من خزاعة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم سرية وأمر عليهم عيينة بن حصن الفزاري فسار إليهم فلما بلغهم أنه خرج إليهم فروا وتركوا عيالهم وأموالهم فسبى دراريهم وجاء بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا ليفادوا ذراريهم فدخلوا المدينة عند القيلولة فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم يا محمد اخرج إلينا وكان نائما فذمهم الله بذلك فقال إن الذين ينادونك يدعونك من وراء الحجرات من خلف حجرات نساء النبي صلى الله عليه وسلم * (أكثرهم) * كلهم * (لا يعقلون) * لا يفهمون أمر الله وتوحيده ولا حرمة رسول الله * (ولو أنهم) * بنى عنبر
(٤٣٥)