تنوير المقباس من تفسير ابن عباس - الفيروز آبادي - الصفحة ٤٣٧
في أبى بردة بن مالك الأنصاري وعبد الله بن حدرد الأسلمي إذ تنازعا في ذلك فنهاهما الله عن ذلك * (يا أيها الذين آمنوا) * بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * (اجتنبوا كثيرا من الظن) * نزلت هذه الآية في رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اغتابا صاحبا لهما وهو سلمان وظنا بأسامة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن السوء وتجسسا هل عنده ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة أن أعطهما فنهاهم الله عن ذلك الظن والتجسس والغيبة فقال يا أيها الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن اجتنبوا كثيرا من الظن مما تظنون بأخيكم من مدخله ومخرجه * (إن بعض الظن) * ظن السوء وتخفونه * (إثم) * معصية وهو ما ظن رجلان بأسامة بن زيد * (ولا تجسسوا) * ولا تبحثوا عن عيب أخيكم ولا تطلبوا ما ستر الله عليه وهو ما تجسس الرجلان * (ولا يغتب بعضكم بعضا) * وهو ما اغتاب الرجلان به سلمان * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) * حراما بغير الضرورة * (فكرهتموه) * تحرموا أكل الميتة بغير الضرورة وكذلك الغيبة فحرموها * (واتقوا الله) * أخشوا الله في أن تغتابوا أحدا * (إن الله تواب) * متجاوز لمن تاب من الغيبة * (رحيم) * لمن مات على التوبة * (يا أيها الناس إنا خلقناكم) * نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس بن شماس حيث قال لرجل أنت ابن فلانة ويقال نزلت في بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ونفر من قريش سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وأبى سفيان بن حرب قالوا لبلال عام فتح مكة حيث سمعوا أذان بلال ما وجد الله ورسوله رسولا غير هذا الغراب فقال الله يا أيها الناس إنا خلقناكم * (من ذكر وأنثى) * من آدم وحواء * (وجعلناكم شعوبا) * يعنى الافخاذ * (وقبائل) * يعنى رؤوس القبائل ويقال شعوبا موالى وقبائل عربا * (لتعارفوا) * لكي تعرفوا إذا سئلتم ممن أنتم فتقولوا من قريش من كندة من تميم من بجيلة * (إن أكرمكم) * في الآخرة * (عند الله) * يوم القيامة * (أتقاكم) * في الدنيا هو بلال * (إن الله عليم) * بحسبكم ونسبكم * (خبير) * بأعمالكم وبإكرامكم عند الله * (قالت الأعراب آمنا) * نزلت هذه الآية في بنى أسد أصابتهم سنة شديدة فدخلوا في الإسلام متوافرين بأهاليهم وذراريهم وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليصيبوا من فضله فغلوا أسعار المدينة وأفسدوا طرقها بالعذرات وكانوا منافقين يقولون أطعمنا وأكرمنا يا رسول الله فانا مخلصون مصدقون في إيماننا وكانوا منافقين في دينهم كاذبين في قولهم فذكر الله مقالتهم فقال قالت الأعراب بنو أسد آمنا صدقنا في إيماننا بالله ورسوله * (قل) * لهم يا محمد * (لم تؤمنوا) * لم تصدقوا في إيمانكم بالله ورسوله * (ولكن قولوا أسلمنا) * أي استسلمنا من السيف والسبي * (ولما يدخل الإيمان) * لم يدخل حب الإيمان وتصديق الايمان * (في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله) * في السر كما أطعتموهما في العلانية وتتوبوا من الكفر والسر والنفاق * (لا يلتكم من أعمالكم) * لا ينقصكم من ثواب حسناتكم * (شيئا إن الله غفور) * لمن تاب منكم * (رحيم) * لمن مات على التوبة ثم بين نعت المؤمنين المصدقين في إيمانهم فقال * (إنما المؤمنون) * المصدقون في إيمانهم * (الذين آمنوا بالله) * صدقوا في إيمانهم بالله * (ورسوله ثم لم يرتابوا) * لم يشكوا في إيمانهم * (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * في طاعة الله * (أولئك هم الصادقون) * المصدقون في إيمانهم وجهادهم * (قل) * يا محمد لبنى أسد * (أتعلمون الله) * أتخبرون الله * (بدينكم) * الذي أنتم عليه أمصدقون به أم مكذبون * (والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض) * ما في قلوب أهل السماوات وما في قلوب أهل الأرض * (والله بكل شيء عليم) * من سر أهل السماوات والأرض * (يمنون عليك) * يا محمد بنو أسد * (أن أسلموا) * وهو قولهم أطعمنا وأكرمنا يا رسول الله فقد أسلمنا متوافرين * (قل) * لهم يا محمد * (لا تمنوا علي إسلامكم) * باسلامكم * (بل الله يمن عليكم) * بل لله المنة عليكم * (أن هداكم) * أن دعاكم * (للإيمان) * لتصديق الإيمان * (إن كنتم صادقين) * بأنا
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»