* (ألم تلك ءايات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين * الذين يقيمون الصلواة ويؤتون الزكواة وهم بالاخرة هم يوقنون * أولائك على هدى من ربهم وأولائك هم المفلحون * ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين * وإذا) *.
هذه السورة مكية، قال ابن عباس: إلا ثلاث آيات، أولهن: * (ولو أن * ما فى الارض) *. وقال قتادة: إلا آيتين، أولهما: * (ولو أن) * إلى آخر الآيتين، وسبب نزولها أن قريشا سألت عن قصة لقمان مع ابنه، وعن بر والديه، فنزلت. وقيل: نزلت بالمدينة إلا الآيات الثلاث: * (ولو أن * ما فى الارض) * إلى آخرهن، لما نزل * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) *. وقول اليهود: إن الله أنزل التوراة على موسى وخلفها فينا ومعنا، فقال الرسول: (التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله)، فنزل: * (ولو أن * ما فى الارض * من شجرة أقلام) *. ومناسبتها لما قبلها أنه قال تعالى: * (ولقد ضربنا للناس فى هاذا القرءان من كل مثل) *، فأشار إلى ذلك بقوله: * (ألم تلك ءايات الكتاب الحكيم) *؛ وكان في آخر تلك: * (ولئن جئتهم بئاية) *، وهنا: * (وإذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا) *، وتلك إشارة إلى البعيد، فاحتمل أن يكون ذلك لبعد غايته وعلو شأنه.
و * (الكتاب الحكيم) *: القرآن واللوح المحفوط. ووصف الكتاب بالحكيم، إما لتضمنه للحكمة، قيل: أو فعيل بمعنى المحكم، وهذا يقل أن يكون فعيل بمعنى مفعل، ومنه عقدت العسل فهو عقيد، أي معقد، ويجوز أن يكون حكيم بمعنى حاكم. وقال الزمخشري: الحكيم: ذو الحكمة؛ أو وصف لصفة الله عز وجل على الإسناد المجازي، ويجوز أن يكون