إليها فيعتبر بها، واذكر بالتعظيم وهذا على خذف مضاف أي من آيات * (ذكرى) *. وقيل * (عن ذكرى) * عن القرآن وتأمل معانيه، ويكون المراد بالأعين هنا البصائر لا الجوارح لأن الجوارح لا نسبة بينها وبين الذكر * (وكانوا لا يستطيعون سمعا) * مبالغة في انتفاء السمع إذ نفيت الاستطاعة، وهم وإن كانوا صما لأن الأصم قد يستطيع السمع إذا صيح به، وكان هؤلاء أصمت أسماعهم فلا استطاعة بهم للسمع * (أفحسب الذين كفروا) * هم من عبد الملائكة وعزيرا والمسيح واتخذوهم أولياء من دون الله وهم بعض العرب واليهود والنصارى، وهو استفهام فيه معنى الإنكار والتوبيخ، والمعنى أنهم ليس لهم من ولاية هؤلاء الذين تولوهم شيء، ولا يجدون عندهم منتفعا ويظهر أن في الكلام حذفا والتقدير * (أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء) * فيجدي ذلك وينتفعون بذلك الاتخاذ. وقيل: العباد هنا الشياطين. روي عن ابن عباس وقال مقاتل: الأصنام لأنها خلقه وملكه، والأظهر تفسير العباد بما قلناه لإضافتهم إليه والأكثر أن تكون الإضافة في مثل هذا اللفظ إضافة تشريف.
* وحسب هنا بمعنى ظن وبه قرأ عبد الله أفظن. وقرأ علي بن أبي طالب وزيد بن علي بن الحسين ويحيى بن يعمر ومجاهد وعكرمة وقتادة ونعيم بن ميسرة والضحاك وابن أبي ليلى وابن كثير ويعقوب بخلاف عنهما وابن محيصن وأبو حيوة والشافعي ومسعود بن صاح * (أفحسب) * بإسكان السين وضم الباء مضافا إلى * (الذين) * أي أفكافيهم ومحسبهم ومنتهى عرضهم، والمعنى أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا. وقال أبو الفضل الرازي قال سهل: يعني أبا حاتم معناه: أفحسبهم وحظهم إلا أن * (أفحسب) * أبلغ في الذم لأنه جعله غاية مرادهم انتهى. وارتفع حسب على الابتداء والخبر * (أن يتخذوا) *. وقال الزمخشري: أو على الفعل والفاعل لأن اسم الفاعل إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل كقولك: أقائم الزيدان وهي قراءة محكمة جيدة انتهى. والذي يظهر أن هذا الإعراب لا يجوز لأن حسبا ليس باسم فاعل فتعمل، ولا يلزم من تفسيره شيء بشيء أن تجري عليه جميع أحكامه، وقد ذكر سيبويه أشياء من الصفات التي تجري مجرى الأسماء وأن الوجه فيها الرفع. ثم قال: وذلك مررت برجل خير منه أبوه، ومررت برجل سواء عليه الخير والشر، ومررت برجل أب له صاحبه، ومررت برجل حسبك من رجل، ومررت برجل أيما رجل هو انتهى. ولا يبعد أن يرفع به الظاهر فقد أجازوا في مررت برجل أبي عشرة أبو ارتفاع أبوه بأبي عشرة لأنه في معنى والد عشرة.
* (إنا أعتدنا) * أي أعددنا ويسرنا والنزل موضع النزول والنزل أيضا ما يقدم للضيف ويهيأ له وللقادم من الطعام، والنزل هنا يحتمل التفسيرنن وكونه موضع النزول قاله الزجاج هنا، وما هيىء من الطعام للنزيل قول القتبي. وقيل: جمع نازل ونصبه على الحال نحو شارف وشرف، فإن كان ما تقدم للضيف وللقادم فيكون كقوله: * (فبشرهم بعذاب أليم) *. وكقول الشاعر:
* تحية بينهم ضرب وجيع وقرأ أبو حيوة وأبو عمرو بخلاف عنه * (نزلا) * بسكون الزاي * (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم فى الحيواة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا * أولئك الذين كفروا بئايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا ءاياتى ورسلى هزوا) *.
* أي * (قل) * يا محمد للكافرين هل نخبركم الآية فإذا طلبوا ذلك فقل لهم * (أولئك الذين كفروا) * والأخسرون أعمالا عن علي هم الرهبان كقوله * (عاملة ناصبة) *. وعن مجاهد: هم أهل الكتاب. وقيل: هم الصابئون. وسأل ابن الكواء عليا عنهم فقال: منهم أهل حروراء. وينبغي حمل هذه الأقوال على التمثيل على الحصر إذ الأخسرون أعمالا هم كل من دان بدين غير الإسلام، أو راءى بعمله، أو أقام على بدعة