وقرأ عيسى بن عمر * (صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى) * بفتح الياء وروي ذلك عن عاصم من سكون ياء المتكلم.
* (لا شريك له وبذالك أمرت وأنا أول المسلمين) * الظاهر نفي كل شريك فهو عام في كل شريك فتخصيص ذلك بما قيل من أنه لا شريك له في العالم أو لا شريك له فيما أتقرب به من العبادة أو لا شريك له في الخلق والتدبير أو لا شريك فيما شاء من أفعاله الأولى بها أن تكون على جهة التمثيل لا على التخصيص حقيقة، والإشارة بذلك إلى ما بعد الأمرين * (قل إننى هدانى ربى) * * (قل إن صلاتى) * وما بعدها أو إلى قوله: * (لا شريك له) * فقط أقوال ثلاثة أظهرها الأول، والألف واللام في المسلمين للعهد ويعني به هذه الأمة لأن إسلام كل نبي سابق على إسلام أمته لأنهم منه يأخذون شريعته قاله قتادة. وقيل: من العرب. وقيل: من أهل مكة. وقال الكلبي: أولهم في هذا الزمان. وقيل: أولهم في المزية والرتبة والتقدم يوم القيامة. وقيل: مذ كنت نبيا كنت مسلما كنت نبيا وآدم بين الماء والطين. وقال أبو عبد الله الرازي: معناه من المسلمين لقضاء الله وقدره إذ من المعلوم أنه ليس أولا لكل مسلم؛ انتهى. وفيه إلغاء لفظ أول ولا تلغى الأسماء والأحسن من هذه الأقوال القول الأول. * (قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شىء) * حكى النقاش أنه روي أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم) ارجع يا محمد إلى ديننا واعبد آلهتنا واترك ما أنت عليه ونحن نتكفل لك بكل ما تريد في دنياك وآخرتك فنزلت هذه الآية والهمزة للاستفهام ومعناه الإنكار والتوبيخ وهو رد عليهم إذ دعوه إلى آلهتهم والمعنى أنه كيف يجتمع لي دعوة غير الله ربا وغيره مربوب له. * (ولا تكسب كل نفس إلا عليها) * أي ولا تكسب كل نفس شيئا يكون عاقبته على أحد إلا عليها. * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * أي لا تذنب نفس مذنبة ذنب نفس أخرى والمعنى لا تئاخذ بغيروزرها فهو تأكيد للجملة قبله وهو جواب لقولهم اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم.
* (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) * أي مرجعكم إليه يوم القيامة والتنبئة عبارة عن الجزاء والذي اختلفوا فيه هو من الأديان والمذاهب يجازيكم بما ترتب عليها من الثواب والعقاب وسياق هذه الجمل سياق الخبر والمعنى على الوعيد والتهديد، وقيل: بما كنتم فيه تختلفون في أمري من قول بعضكم هو شاعر ساحر وقول بعضك افتراه وبعضكم اكتتبه ونحو هذا. * (وهو الذى جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم * فيما * ءاتاكم) *. أذكرهم تعالى بنعمته عليهم إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم) المبعث وهو محمد صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين فأمته خلفت سائر الأمم ولا يجيء بعدها أمة تخلفها إذ عليهم تقوم الساعة، وقال الحسن: إن النبي صلى الله عليه وسلم) قال (توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)، وروى (أنتم آخرها وأكرمها على الله) ورفع الدرجات هو بالشرف في المراتب الدنيوية والعلم وسعة الرزق وليبلوكم متعلق بقوله ورفع فيما آتاكم من ذلك جاها ومالا وعلما وكيف تكونون في ذلك، وقيل: الخطاب لبني آدم خلفوا في الأرض عن الجن أو عن الملائكة، وقيل: يخلف بعضهم بعضا، وقيل: خلفاء الأرض تملكونها وتتصرفون فيها. * (إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) * لما كان الابتلاء يظهر به المسئ والمحسن والطائع والعاصي ذكر هذين الوصفين وختم بهما ولما كان الغالب على فواصل الآي قبلها هو التهديد بدأ بقوله سريع العقاب يعني لمن كفر ما أعطاه الله تعالى وسرعة عقابه إن كان في الدنيا فالسرعة ظاهرة، وإن كان في الآخرة فوصف بالسرعة لتحققه إذ كل ما هو آت آت ولما كانت جهة الرحمة أرجى أكد ذلك بدخول اللام في الخبر ويكون الوصفين بنيا بناء مبالغة ولم يأت في جهة العقاب بوصفه بذلك فلم يأت إن ربك معاقب وسريع العقاب من باب الصفة المشبهة.