تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٠
* (بل هم اليوم مستسلمون) * منقادون لعجزهم وانسداد الحيل عليهم وأصل الاستسلام طلب السلامة أو متسالمون كأنه يسلم بعضهم بعضا ويخذله * (وأقبل بعضهم على بعض) * يعني الرؤوساء والأتباع أو الكفرة والقرناء * (يتساءلون) * يسأل بعضهم بعضا للتوبيخ ولذلك فسر ب يتخاصمون * (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) * عن أقوى الوجوه وأيمنها أو عن الدين أو عن الخير كأنكم تنفعوننا نفع السانح فتبعناكم وهلكنا مستعار من يمين الإنسان الذي هو أقوى الجانبين وأشرفهما وأنفعهما ولذلك سمي يمينا وتيمن بالسانح أو عن القوة والقهر فتقسروننا على الضلال أو على الحلف فإنهم كانوا يحلفون لهم إنهم على الحق * (قالوا بل لم تكونوا مؤمنين) * * (وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين) * أجابهم الرؤساء أولا بمنع إضلالهم بأنهم كانوا ضالين في أنفسهم وثانيا بأنهم ما أجبروهم على الكفر إذ لم يكن لهم عليهم تسلط وإنما جنحوا إليه لأنهم كانوا قوما مختارين الطغيان * (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) * * (فأغويناكم إنا كنا غاوين) * ثم بينوا أن ضلال الفريقين ووقوعهم في العذاب كان أمرا مقضيا لا محيص لهم عنه وإن غاية ما فعلوا بهم أنهم دعوهم إلى الغي لأنهم كانوا على الغي فأحبوا أن يكونوا مثلهم وفيه إيماء بأن غوايتهم في الحقيقة ليست من قبلهم إذ لو كان كل غواية لإغواء غاو فمن أغواهم * (فإنهم) * فإن الأتباع والمتبوعين * (يومئذ في العذاب مشتركون) * كما كانوا مشتركين في الغواية * (إنا كذلك) * مثل ذلك الفعل * (نفعل بالمجرمين) * بالمشركين لقوله تعالى * (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) * أي عن كلمة التوحيد أو على من يدعوهم إليه * (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) * يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»