تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
ليسأل بعضهم بعضا فتعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيزدادوا يقينا على كمال قدرة الله تعالى ويستبصروا به أمر البعث ويشركوا ما أنعم الله به عليهم * (قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * بناء على غالب ظنهم لان النائم لا يحصي مدة نومه ولذلك أحالوا العلم إلى الله تعالى * (قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) * ويجوز أن يكون ذلك قول بعضهم وهذا انكار الآخرين عليهم وقيل إنهم دخلوا الكهف غدة وانتبهوا ظهيرة وظنوا انهم في يومهم أو اليوم الذي بعده قالوا ذلك فلما نظروا إلى طول أظفارهم واشعارهم قالا هذا ثم لما علموا أن الأمر ملتبس لا طريق لهم إلى علمه اخذوا فيما يهمهم وقالوا * (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة) * والورق الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة وقرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وروح عن يعقوب بالتخفيف وقرئ بالتثقيل وادغام القاف في الكاف وبالتخفيف مكسور الواو مدغما وغير مدغم ورد المدغم لالتقاء الساكنين على غير حده وحملهم له دليل على أن التزود رأي المتوكلين والمدينة طرسوس * (فلينظر أيها) * أي أهلها * (أزكى طعاما) * أحل وأطيب أو أكثر وأرخص * (فليأتكم برزق منه وليتلطف) * وليتكلف اللطف في المعاملة حتى لا يغبن أو في التخفي حتى لا يعرف * (ولا يشعرن بكم أحدا) * ولا يفعلن ما يؤدي إلى الشعور * (إنهم إن يظهروا عليكم) * أي يطلعوا عليكم أو يظفروا بكم والضمير للأهل المقدر في * (أيها) * * (يرجموكم) * يقتلوكم بالرجم * (أو يعيدوكم في ملتهم) * أو يصيروكم إليها كرها من العود بمعنى الصيرورة وقيل كانوا أولا على دينهم فآمنوا * (ولن تفلحوا إذا أبدا) * إن دخلتم في ملتهم
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»