تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ١٠٣
والأولى أن يقال إنها جمل متناسقة تقرر اللاحقة منها السابقة ولذلك لم يدخل العاطف بينهما ف * (ألم) * جملة دلت على أن المتحدى به هو المؤلف من جنس ما يركبون منه كلامهم وذلك الكتاب جملة ثانية مقررة لجهة التحدي و * (لا ريب فيه) * جملة ثالثة تشهد على كماله بأن الكتاب المنعوت بغاية الكمال إذ لا كمال أعلى مما للحق واليقين و * (هدى للمتقين) * بما يقدر له مبتدأ جملة رابعة تؤكد كونه حقا لا يحوم الشك حوله بأنه * (هدى للمتقين) * أو تستتبع السابقة منها اللاحقة استتباع الدليل للمدلول وبيانه أنه لما نبه أولا على إعجاز المتحدى به من حيث إنه من جنس كلامهم وقد عجزوا عن معارضته استنتج منه أنه الكتاب البالغ حد الكمال واستلزم ذلك أن لا يتشبث الريب بأطرافه إذ لا أنقص مما يعتريه الشك والشبهة وما كان كذلك كان لا محالة * (هدى للمتقين) * وفي كل واحدة منها نكتة ذات جزالة ففي الأولى الحذف والرمز إلى المقصود
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 108 110 ... » »»