تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٣٥
في الأول أن الواو ضمير والنون علامة الرفع والثاني لام الفعل والنون ضمير والفعل مبني ولذلك لم يؤثر فيه أن ههنا ونصب المعطوف عليه * (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) * أي الزوج المالك لعقدة وحله عما يعود إليه بالتشطير فيسوق المهر إليها كاملا وهو مشعر بأن الطلاق قبل المسيس مخير للزوج غير مشطر بنفسه وإليه ذهب بعض أصحابنا والحنفية وقيل الولي الذي يلي عقد نكاحهن وذلك إذا كانت المرأة صغيرة وهو قول قديم للشافعي رحمه الله تعالى * (وأن تعفوا أقرب للتقوى) * يؤيد الوجه الأول وعفو الزوج على وجه التخيير ظاهر وعلى الوجه الآخر عبارة عن الزيادة على الحق وتسميتها عفوا إما على المشالكة وإما لأنهم يسوقون المهر إلى النساء عند التزوج فمن طلق قبل المسيس استحق استرداد النصف فإذا لم يسترده فقد عفا عنه وعن جبير بن مطعم أنه تزوج امرأة وطلقها قبل الدخول فأكمل لها الصداق وقال أنا أحق بالعفو * (ولا تنسوا الفضل بينكم) * أي ولا تنسوا أن يتفضل بعضكم على بعض * (إن الله بما تعملون بصير) * لا يضيع تفضلكم وإحسانكم.
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 529 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»