تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٩٠
نعطيهم منه ما قدرناه فسمي الدعاء كسبا لأنه من الأعمال * (والله سريع الحساب) * يحاسب العباد على كثرتهم وكثرة أعمالهم في مقدار لمحة أو يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب الناس فبادروا إلى الطاعات واكتسبوا الحسنات * (واذكروا الله في أيام معدودات) * كبروه في أدبار الصلاة وعند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها في أيام التشريق * (فمن تعجل) * فمن استعجل النفر * (في يومين) * يوم القر والذي بعده أي فمن نفر في ثاني أيام التشريق بعد رمي الجمار عندنا وقبل طلوع الفجر عند أبي حنيفة * (فلا إثم عليه) * باستعجاله * (ومن تأخر فلا إثم عليه) * ومن تأخر في النفر حتى رمى في اليوم الثالث بعد الزوال وقال أبو حنيفة يجوز تقديم رميه على الزوال ومعنى نفي الإثم بالتعجيل والتأخير التخيير بينهما والرد على أهل الجاهلية فإن منهم من أثم المتعجل ومنهم من أثم المتأخر * (لمن اتقى) * أي الذي ذكر من التخيير أو من الأحكام لمن اتقى لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به أو لأجله حتى لا يتضرر بترك ما يهمه منهما * (واتقوا الله) * في مجامع أموركم ليعبأ بكم * (واعلموا أنكم إليه تحشرون) * للجزاء بعد الإحياء وأصل الحشر الجمع وضم المتفرق. * (ومن الناس من يعجبك قوله) * يروقك ويعظم في نفسك والتعجب حيرة تعرض للإنسان لجهله بسبب المتعجب منه * (في الحياة الدنيا) * متعلق بالقول أي ما يقوله في أمور الدنيا وأسباب المعاش أو في معنى الدنيا فإنها مراد من ادعاء المحبة وإظهار
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»