تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٢
وهو من كان من الحرم على مسافة القصر عندنا فإن من كان على أقل فهو مقيم في الحرم أو في حكمه ومن مسكنه وراء الميقات عنده وأهل الحل عند طاوس وغير المكي عند مالك * (واتقوا الله) * في المحافظة على أوامره ونواهيه وخصوصا في الحج * (واعلموا أن الله شديد العقاب) * لمن لم يتقه كي يصدكم للعلم به عن العصيان. * (الحج أشهر) * أي وقته كقولك البرد شهران * (معلومات) * معروفات وهي شوال وذو القعدة وتسعة من ذي الحجة بليلة النحر عندنا والعشر عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى وذي الحجة كله عند مالك وبناء على الخلاف على أن المراد بوقته وقت إحرامه أو وقت أعماله ومناسكه أو ما لا يحسن فيه غيره من المناسك مطلقا فإن مالكا كره العمرة في بقية ذي الحجة وأبو حنيفة رحمه الله وإن صحح الإحرام به قبل شوال فقد استكرهه وإنما سمي شهران وبعض شهر أشهرا إقامة للبعض مقام الكل أو إطلاقا للجمع على ما فوق الواحد * (فمن فرض فيهن الحج) * فمن أوجبه على نفسه بالإحرام فيهن عندنا أو بالتلبية أو سوق الهدي عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى وهو دليل على ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله تعالى وأن من أحرم بالحج لزمه الإتمام * (فلا رفث) * فلا جماع أو فلا فحش من الكلام * (ولا فسوق) * ولا خروج عن حدود الشرع بالسيئات وارتكاب المحظورات * (ولا جدال) * ولا مراء مع الخدم والرفقة * (في الحج) * في أيامه نفي الثلاثة على قصد النهي للمبالغة وللدلالة على أنها حقيقة بأن لا تكون وما كانت منها مستقبحة في أنفسها ففي الحج أقبح كلبسة الحرير في الصلاة والتطريب بقراءة القرآن لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والأولين بالرفع على معنى لا يكونن رفث ولا فسوق والثالث بالفتح على معنى الاخبار بانتفاء الخلاف في الحج وذلك أن قريشا كانت تحالف سائر العرب فتقف بالمشعر الحرام فارتفع الخلاف بأن أمروا أن يقفوا أيضا بعرفة * (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) * حث على الخير عقب به النهي عن الشر ليستدل به ويستعمل مكانه
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»