تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٧٧
أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها وقيل معناه شركهم في الحرم وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم فيه * (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) * أي لا تفاتحوهم بالقتال وهتك حرمة المسجد الحرام * (فإن قاتلوكم فاقتلوهم) * فلا تبالوا بقتالهم ثم فإنهم الذين هتكوا حرمته وقرأ حمزة والكسائي (ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم) والمعنى حتى يقتلوا بعضكم كقولهم قتلنا بنو أسد * (كذلك جزاء الكافرين) * مثل ذلك جزاؤهم يفعل بهم مثل ما فعلوا. * (فإن انتهوا) * عن القتال والكفر * (فإن الله غفور رحيم) * يغفر لهم ما قد سلف * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) * شرك * (ويكون الدين لله) * خالصا له ليس للشيطان فيه نصيب * (فإن انتهوا) * عن الشرك * (فلا عدوان إلا على الظالمين) * أي فلا تعتدوا على المنتهين إذ لا يحسن أن يظلم إلا من ظلم فوضع العلة موضع الحكم وسمي جزاء الظلم باسمه للمشاكلة كقوله * (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) * أو أنكم إن تعرضتم للمنتهين صرتم ظالمين وينعكس الأمر عليكم والفاء الأولى للتعقيب والثانية للجزاء.
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»