تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٤٤
الرجال والنساء يحشرون جميعا، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض). وهذا حديث ثابت في الصحيح أخرجه مسلم بمعناه.
قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون (96) قوله تعالى: (إن الله فالق الحب والنوى) عد من عجائب صنعه ما يعجز عن أدنى شئ منه آلهتهم. والفلق: الشق، أي يشق النواة الميتة فيخرج منها ورقا أخضر، وكذلك الحبة. وخرج من الورق الأخضر نواة ميتة وحبة، وهذا معنى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، عن الحسن وقتادة. وقال ابن عباس والضحاك: معنى فالق خالق. وقال مجاهد: عني بالفلق الشق الذي في الحب وفي النوى. والنوى جمع نواة. ويجري في كل ما له كالمشمش (1) والخوخ. (يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي) يخرج البشر الحي من النطفة الميتة، والنطفة الميتة من البشر الحي، عن ابن عباس. وقد تقدم قول قتادة والحسن. وقد مضى ذلك في (آل عمران) (2). وفي صحيح مسلم عن علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة (3) إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. (ذلكم الله) ابتداء وخبر. (فأنى تؤفكون) فمن أين تصرفون عن الحق مع ما ترون من قدرة الله جل وعز.
قوله تعالى: فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (96) قوله تعالى: " فالق الإصباح " نعت لاسم الله تعالى، أي ذلكم الله ربكم فالق الإصباح.
وقيل المعنى إن الله فالق الإصباح. والصبح والصباح أول النهار، وكذلك الإصباح، أي

(1) كزبرج وجعفر.
(2) راجع ج 4 ص 56.
(3) في ك: النسم.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»