تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢٣
ابن أوغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوج عليه السلام. و " آزر " فيه قراءات: " أإزرا " بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، عن ابن عباس. وعنه " أأزرا " بهمزتين مفتوحتين. وقرئ بالرفع، وروي ذلك عن ابن عباس. وعلى القراءتين الأوليين عنه " تتخذ " بغير همزة. قال المهدوي: أإزرا؟ فقيل: إنه اسم صنم، فهو منصوب على تقدير أتتخذ إزرا، وكذلك أأزرا. ويجوز أن يجعل أإزرا على أنه مشتق من الأزر وهو الظهر فيكون مفعولا من أجله، كأنه قال: أللقوة تتخذ أصناما. ويجوز أن يكون إزر بمعنى وزر، أبدلت الواو همزة. قال القشيري: ذكر في الاحتجاج على المشركين قصة إبراهيم ووده على أبيه في عبادة الأصنام. وأولى الناس بأتباع إبراهيم العرب، فإنهم ذريته.
أي وأذكر إذ قال إبراهيم. أو " وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت " وذكر إذ قال إبراهيم.
وقرئ " آزر " أي يا آزر، على النداء المفرد، وهي قراءة أبي ويعقوب وغيرهما. وهو يقوي قول من يقول: إن آزر اسم أب إبراهيم " أتتخذ أصناما آلهة " مفعولان لتتخذ (1) وهو استفهام) فيه معنى الإنكار.
قوله تعالى: وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين (75) قوله تعالى: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) أي ملك، وزيدت الواو والتاء للمبالغة في الصفة. ومثله الرغبوت والرهبوت والجبروت. وقرأ أبو السمال (2) العدوي " ملكوت " بإسكان اللام. ولا يجوز عند سيبويه حذف الفتحة لخفتها، ولعلها لغة.
و " نري " بمعنى أرينا، (فهو (3) بمعنى المضي. فقيل: أراد به ما في السماوات من عبادة الملائكة والعجائب وما في الأرض من عصيان بني آدم، فكان يدعو على من يراه يعصي فيهلكه الله، فأوحى الله إليه يا إبراهيم أمسك عن عبادي، أما علمت أن من أسمائي الصبور. روى معناه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: كشف الله له عن السماوات والأرض حتى

(1) من ك.
(2) أبو السمال قعنب بن أبي قعنب العدوى البصري.
كذا في طبقات القاء والتاج.
له قرءات شاذة عن العامة وفي الميزان: أبو السماك معتب بن هلال العدوى البصري له حروف شاذة لا يعتمد على نقله ولا يوئق به. وفي ب وج‍: ابن السماك.
(3) من ك وج‍ وع.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»