تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37)) * 37 - * (فتقبلها) * رضيها في النذر. * (وأنبتها) * أنشأها إنشاء حسنا في غذائها وحسن تربيتها. * (المحراب) * أكرم موضع في المجلس. * (رزقا) * فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، أو لم تلقم ثديا حتى تكلمت في المهد، وكان يأتيها رزقها من الجنة، وكان ذلك بدعوة زكريا - عليه الصلاة والسلام -. أو توطئة لنبوة المسيح عليه الصلاة والسلام * (من عند الله) * يأتيها الله - تعالى - به أو بعض الأولياء، بتسخير الله تعالى * (إن الله يرزق من يشاء) * من قول الله تعالى، أو من قول مريم - عليها السلام -.
* (هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (38) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين (39) قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) قال رب اجعل لي آية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (41)) * 38 - * (دعا زكريا ربه) * بإذنه له في ذلك، لأنه معجز فلا يطلب إلا بإذن، أو لما رأى خرق العادة في رزق مريم طمع في الولد من عاقر فدعا * (طيبة) * (مباركة) * (سميع الدعاء) * مجيب الدعاء، لأن الإجابة بعد السماع.
39 - * (الملائكة) * جبريل - عليه السلام -، أو جماعة من الملائكة.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»