تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٠
ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين ءامنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون (27)) * 27 - * (ورهبانية) * من الرهب وهو الخوف * (ابتدعوها) * لم يفعلها من تقدمهم فأحسنوا بفعلها ولم تكتب عليهم وهي رفض النساء واتخاذ الصوامع، أو لحوقهم بالجبال ولزوم البراري، أو الانقطاع عن الناس تفردا بالعبادة * (رأفة) * في قلوبهم بالأمر بها والترغيب فيها، أو بخلقها في قلوبهم * (إلا ابتغاء رضوان الله) * ابتدعوها طلبا لمرضاة الله ولم تفرض عليهم قبل ذلك [195 / ب] / ولا بعده، أو تطوعوا بها ثم كتبت بعد ذلك عليهم ' ح ' * (فما رعوها) * بتكذيبهم لمحمد [صلى الله عليه وسلم]، أو بتبديلهم دينهم وتغييرهم له قبل أن يبعث محمد [صلى الله عليه وسلم]، ارتكبت الملوك المحارم بعد عيسى ثلاثمائة سنة فأنكرها عليهم أهل الاستقامة فقتلوهم فقال من بقي منهم لا يسعنا المقام بينهم فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع.
* (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم (28) لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (29)) * 28 - * (يا أيها الذين) * بموسى وعيسى آمنوا بمحمد * (كفلين) * ضعفين بلغة الحبشة، أو أجرين أحدهما لإيمانهم بمن تقدم من الأنبياء، والآخر لإيمانهم بمحمد [صلى الله عليه وسلم] ' ع '، أو أجر الدنيا وأجر الآخرة * (نورا) * القرآن، أو الهدى.
29 - * (لئلا يعلم) * ليعلم و ' لا ' صلة * (فضل الله) * الإسلام، أو الرزق.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»