* (والذين آمنوا بالله ورسله) * جمعا وتفصيلا * (أجورهم) * من الجنات الثلاثة * (وكان الله غفورا) * يستر عنهم ذواتهم وصفاتهم التي هي ذنوبهم وحجبهم بذاته وصفاته * (رحيما) * يرحمهم بتمتيعهم بالجنات الثلاثة وبالوجود الموهوب الحقاني والبقاء السرمدي * (كتابا من السماء) * علما يقينيا بالمكاشفة من سماء الروح * (أكبر من ذلك) * لأن المشاهدة أكبر وأعلى من المكاشفة * (بظلمهم) * بطلبهم المشاهدة مع بقاء ذواتهم إذ وجود البقية عند المشاهدة وضع الشيء في غير موضعه وطلب المشاهدة مع البقية طغيان من النفس ينشأ من رؤيتها كمالات الصفات لنفسها وذلك ظلم * (سلطانا) * تسلطا بالحجة عليهم بعد الإفاقة * (بل رفعه الله إليه) * إلى قوله * (ليؤمنن به) * رفع عيسى عليه السلام اتصال روحه عند المفارقة عن العالم السفلي بالعالم العلوي.
وكونه في السماء الرابعة إشارة إلى أن مصدر فيضان روحه روحانية تلك الشمس الذي هو بمثابة قلب العالم ومرجعه إليه وتلك الروحانية نور يحرك ذلك الفلك بمعشوقيته وإشراق أشعته على نفسه المباشرة لتحريكه ولما كان مرجعه إلى مقره الأصلي ولم يصل إلى الكمال الحقيقي وجب نزوله في آخر الزمان، بتعلقه ببدن آخر وحينئذ يعرفه كل أحد فيؤمن به أهل الكتاب، أي: أهل العلم العارفين بالمبدأ والمعاد كلهم عن آخرهم قبل موت عيسى بالفناء في الله، وإذ آمنوا به يكون يوم القيامة أي يوم بروزهم عن الحجب الجسمانية وقيامهم عن حال غفلتهم ونومهم الذي هم عليه الآن * (شهيدا) * شاهدهم يتجلى عليهم الحق في صورته كما أشير إليه.
تفسير سورة النساء من آية 160 إلى آية 165