المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥٢٥
بسم الله الرحمن الرحيم وهي مكية بلا خلاف قوله عز وجل سورة قريش 1 - 4 قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي * (لإيلاف قريش إيلافهم) * على إفعال والهمزة الثانية ياء وقرا ابن عامر (لألأف) على فعال * (إيلافهم) * على أفعال بياء في الثانية وقرا أبو بكر عن عاصم بهمزتين فيهما الثانية ساكنة قال أبو علي وتحقيق عاصم هاتين الهمزتين لا وجه له وقرا أبو جعفر (إلفهم) بلام ساكنة و (قريش) ولد النضر بن كنانة والتقرش التكسب وتقول ألف الرجل الأمر وآلفه غيره فالله عز وجل آلف قريشا اي جعلهم يألفون رحلتين في العام رحلة في الشتاء وأخرى في الصيف ويقال أيضا ألف بمعنى آلف وانشد أبو زيد (من المؤلفات الرمل أدماء حرة * شعاع الضحى في جيدها يتوضح) الطويل فألف وإلاف مصدر ألف و * (إيلاف) * مصدر ألف قال بعض الناس كانت الرحلتان إلى الشام في التجارة وقيل الأرباح ومنه قول الشاعر (سفرين بينهما له ولغيره * سفر الشتاء ورحلة الأصياف) الكامل وقال ابن عباس كانت * (رحلة الشتاء) * إلى اليمن ورحلة الصيف إلى بصرى من أرض الشام قال أبو صالح كانتا جميعا إلى الشام وقال ابن عباس أيضا كانوا يرحلون في الصيف إلى الطائف حيث الماء والظل ويرحلون في الشتاء إلى مكة للتجارة وسائر أغراضهم فهاتان رحلتا الشتاء والصيف قال الخليل بن أحمد فمعنى الآية لأن فعل الله بقريش هذا ومكنهم من الفهم هذه النعمة * (فليعبدوا رب هذا البيت) * قال القاضي أبو محمد وذكر البيت هنا متمكن لتقدم حمد الله في السورة التي قبل وقال الأخفش وغيره * (لإيلاف) * متعلقه بقوله * (فجعلهم كعصف مأكول) * الفيل 5 أي ليفعل بقريش هذه
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»