المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥٣٦
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الاخلاص هذه السورة مكية قاله مجاهد بخلاف عنه وعطاء وقتادة وقال ابن عباس والقرظي وأبو العالية هي مدنية قوله عز وجل سورة الاخلاص 1 - 4 قرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والربيع بن خيثم (قل هو الله أحد الواحد الصمد) وروى أبي بن كعب ان المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه تعالى عما يقول الجاهلون فنزلت هذه السورة وروى ابن عباس ان اليهود دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها فارتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة وقال أبو العالية قال قتادة الأحزاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك فأتاه الوحي بهذه السورة و * (أحد) * معناه فرد من جميع جهات الوحدانية ليس كمثله شيء وهو ابتداء و * (الله) * ابتداء ثان و * (أحد) * خبره والجملة خبر الأول وقيل " هو " ابتداء و * (الله) * خبره و * (أحد) * بدل منه وحذف أبو عمرو التنوين من * (أحد) * لالتقاء الساكنين (أحد الله) وأثبتها الباقون مكسورة للالتقاء واما وفقهم كلهم فبسكون الدال وقد روي عن أبي عمرو الوصل بسكون الدال وروي عنه أيضا تنوينها و * (الصمد) * في كلام العرب السيد الذي يصمد اليه في الأمور ويستقل بها وانشدوا (ألا بكر الناعي بخير بني أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد) الطويل وبهذا تفسر هذه الآية لأن الله جلت قدرته هو موجود الموجودات واليه تصمد به قوامها ولا غني بنفسه الا وهو تبارك وتعالى وقال كثير من المفسرين * (الصمد) * الذي لا جوف له كأنه بمعنى المصمت وقال الشعبي هو الذي لا يأكل ولا يشرب وفي هذا التفسير كله نظر لأن الجسم في غاية البعد عن صفات الله تعالى فما الذي تعطينا هذه العبارات و * (الله الصمد) * ابتداء وخبر وقيل * (الصمد) * نعت والخبر فيما بعد وقوله تعالى * (لم يلد ولم يولد) * رد على إشارة الكفار في النسب
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 » »»