المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥١٧
ومصيرها هباء وهي درجات والنفش خلخلة الأجزاء وتفريقها عن تراصها وفي قراءة ابن مسعود وابن جبير (كالصوف المنفوش) و (الموازين) هي التي في القيامة فقال جمهور العلماء والفقهاء والمحدثين ميزان القيامة بعمود ليبين الله امر العباد بما عهدوه وتيقنوه وقال مجاهد ليس ثم ميزان إنما هو العدل مثل ذكره بالميزان إذ هو أعدل ما يدري الناس وجمعت الموازين للإنسان لما كانت له موزونات كثيرة متغايرة وثقل هذا الميزان هو بالايمان والأعمال وخفته بعدمها وقلتها ولن يخف خفة موبقة ميزان مؤمن و * (عيشة راضية) * معناه ذات رضى على النسب وهذا قول الخليل وسيبويه وقوله تعالى * (فأمه هاوية) * قال كثير من المفسرين المراد بالأم نفس الهاوية وهي درك من ادراك النار وهذا كما يقال للأرض أم الناس لأنها تؤويهم وكما قال عتبة بن أبي سفيان في الحرب فنحن بنوها وهي امنا فجعل الله الهاوية أم الكافر لما كانت ماواه وقال آخرون هو تفاؤل بشر فيه تجوز في أم الولاد كما قالوا أمه ثاكل وخوى نجمه وهوى نجمه ونحو هذا وقال أبو صالح وغيره المراد أم رأسه لأنهم يهوون على رؤوسهم وقرا طلحة (فإمه) بكسر الهمزة وضم الميم مشددة ثم قرر تعالى نبيه على دراية امرها وتعظيمه ثم اخبره انها * (نار حامية) * وقرا (ما هي) بطرح الهاء في الوصل ابن إسحاق والأعمش وروى المبرد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل لا أم لك فقال يا رسول الله اتدعوني إلى الهدى وتقول لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما أردت لا نار لك) قال الله تعالى * (فأمه هاوية) *
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»