المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥١٠
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الزلزلة وهي مكية قاله ابن عباس وغيره وقال قتادة ومقاتل هي مدنية لأن آخرها نزل بسبب رجلين كانا بالمدينة قوله عز وجل سورة الزلزلة 1 - 8 العامل في * (إذا) * على قول جمهور النحاة وهو الذي يقتضيه القياس فعل مضمر يقتضيه المعنى وتقديره تحشرون أو تجازون ونحو هذا ويمتنع ان يعمل فيه * (زلزلت) * لأن * (إذا) * مضافة إلى * (زلزلت) * ومعنى الشرط فيها ضعيف وقال بعض النحويين يجوز ان يعمل فيها * (زلزلت) * لأن معنى الشرط لا يفارقها وقد تقدمت نظائرها في غير سورة و * (زلزلت) * معناه حركت بعنف ومنه الزلزال وقوله تعالى * (زلزالها) * أبلغ من قوله زلزال دون إضافة إليها وذلك أن المصدر غير مضاف يقع على كل قدر من الزلزال وإن قل وإذا أضيفت إليها وجب ان يكون على قدر ما يستحقه ويستوجبه جرمها وعظمها وهكذا كما تقول أكرمت زيدا كرامة فذلك يقع على كل كرامة وإن قلت بحسب زيد فإذا قلت كرامته أوجبت أنك قد وفيت حقه وقرا الجمهور (زلزالها) بكسر الزاي الأولى وقرا بفتحها عاصم الجحدري وهو أيضا مصدر كالوسواس وغيره و (الأثقال) الموتى الذين في بطنها قاله ابن عباس وهذه إشارة إلى البعث وقال قوم من المفسرين منهم منذر بن سعيد الزجاج والنقاش أخرجت موتاها وكنوزها قال القاضي أبو محمد وليست القيامة موطنا لإخراج الكنوز وإنما تخرج كنوزها وقت الدجال و (قول الانسان ما لها) هو قول على معنى التعجب من هول ما يرى قال جمهور المفسرين * (الإنسان) * هنا يراد به الكافر وهذا متمكن لأنه يرى ما لم يظن به قط ولا صدقة وقال بعض المتأولين هو عام في المؤمن والكافر فالكافر على ما قدمناه والمؤمن وان كان قد آمن بالبعث فإنه استهول المرآى وقد قال صلى الله عليه وسلم (ليس الخبر كالمعاينة) و (أخبار الأرض) قال ابن مسعود والثوري وغيره هو
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»