المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٣٢
واحدة و * (الحافرة) * لفظة توقعها العرب على أول امر رجع اليه من آخره يقال عاد فلان في الحافرة إذا ارتكس في حال من الأحوال ومنه قول الشاعر (أحافرة على صلع وشيب * معاذ الله من سفه وعار) الوافر والمعنى * (أئنا لمردودون) * إلى الحياة بعد مفارقتها بالموت وقال مجاهد والخليل * (الحافرة) * الأرض فاعلة بمعنى محفورة وقيل بل هو على النسب أي ذات حفر والمراد القبور لأنها حفرت للموتى فالمعنى * (أئنا لمردودون) * احياء في قبورنا وقال زيد بن أسلم * (الحافرة) * في النار وقرا أبو حيوة (في الحفرة) بغير ألف فقيل هو بمعنى * (الحافرة) * وقيل هي الأرض المنتنة المتغيرة بأجساد موتاها من قولهم حفرت أسنانه إذا تاكلت وتغير ريحها و (الناخرة) المصوتة بالريح المجوفة ومنه قول الشاعر (وأخليتها من مخها فكأنها * قوارير في أجوافها الريح تنخر) الطويل ويروى تصفر وناخرة هي قراءة حمزة وعاصم في رواية أبي بكر وعمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس وابن الزبير ومسروق ومجاهد وجماعة سواهم وقرا الباقون وحفص عن عاصم وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والحسن والأعرج وأبو رجاء وجعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن وابن جبير وأهل مكة وشبل وقتادة وأيوب والنخعي (نخرة) دون ألف بعد النون ومعناه بالية متعفنة قد صارت رميما يقال نخر العود والعظم إذا بلي وصار يتفتت وحكي عن أبي عبيدة وأبي حاتم والفراء وغيرهم ان الناخرة والنخرة بمعنى واحد كطامع وطمع وحاذر وحذر والأكثر من الناس على ما قدمناه قال أبو عمرو بن العلاء (الناخرة) التي لم تنخر بعد والنخرة التي قد بليت قوله عز وجل سورة النازعات 12 - 24 ذكر الله تعالى عنهم قولهم * (تلك إذا كرة خاسرة) * وذلك انهم لتكذيبهم بالبعث وإنكارهم قالوا لو كان هذا حقا لكانت كرتنا ورجعتنا خاسرة وذلك لهم إذ هي النار وقال الحسن * (خاسرة) * معناه كاذبة أي ليست بكائنة وروي ان بعض صناديد مكة قال ذلك ثم اخبر الله تعالى عن حال القيامة فقال * (فإنما هي زجرة واحدة) * أي نفخة في الصور فإذا الناس قد نشروا وصاروا احياء على وجه الأرض وفي قراءة عبد الله (فإنما هي رقة واحدة) و * (الساهرة) * وجه الأرض ومنه قول أمية بن أبي الصلت
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»