المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٧٨
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الجن وهي مكية بإجماع من المفسرين قوله عز وجل سورة الجن 1 - 5 قرأ جمهور الناس (قل أوحي إلي) من أوحى يوحي وقرا أبو أناس جوية بن عائذ (قل أوحى إلي) من وحى يحي ووحى وأوحى بمعنى واحد وقال العجاج (وحى لها القرار فاستقرت) وقرا أيضا جوية فيما روى عنه الكسائي (قل أحي) أبدلت الواو همزة كما أبدلوها في وسادة وإسادة وغير ذلك وكذلك قرأ ابن أبي عبلة وحكى الطبري عن عاصم انه كان يكسر كل ألف في السورة من (أن) و (إن) الا قوله تعالى * (وأن المساجد لله) * الجن 18 وحكي عن أبي عمرو انه يكسر من أولها إلى قوله * (وأن لو استقاموا على الطريقة) * الجن 16 فإنه كان يفتح همزة وما بعدها إلى آخر السورة فعلى ما حكي يلزم أن تكون الهمزة مكسورة في قوله (إنه استمع) وليس ما ذكر بثابت وذكر أبو علي الفارسي ان ابن كثير وأبا عمرو فتحا أربعة أحرف من السورة وكسرا غير ذلك * (أنه استمع) * * (وأن لو استقاموا) * الجن 16 * (وأن المساجد) * الجن 18 * (وأنه لما قام) * الجن 19 وان نافعا وعاصما في رواية أبي بكر والمفضل وافقا في الثلاثة وكسرا * (وأنه لما قام) * الجن 19 مع سائر ما في السورة وذكر أن ابن عامر وحمزة والكسائي كانوا يقرأون كل ما في السورة بالفتح الا ما جاء بعد قول أو فاء جزاء وكذلك حفص عن عاصم فترتب إجماع القراء على فتح الألف من * (أنه استمع) * و (ان لو استقاموا) (وان المساجد) وذكر الزهراوي عن علقمة انه كان يفتح الألف في السورة كلها واختلف الناس في الفتح من هذه الألفات وفي الكسر اختلافا كثيرا يطول ذكره وحصره وتقصي معانيه قال أبو حاتم أما الفتح فعلى * (أوحي) * فهو كله في موضع رفع على ما لم يسم فاعله وأما الكسر فحكاية وابتداء وبعد القول وهؤلاء النفر من الجن هم الذين صادفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ببطن نخلة في صلاة الصبح وهو يريد عكاظ وقد تقدم قصصهم في سورة الأحقاف في تفسير قوله تعالى " وإذا صرفنا نفرا من الجن " الأحقاف 29
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»