المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٧٧
قوله عز وجل سورة نوح 26 - 28 روى محمد بن كعب والربيع وابن زيد ان نوحا عليه السلام لم يدع بهذه الدعوة الا بعد ان اخرج الله تعالى كل مؤمن من أصلابهم وأعقم أرحام النساء قبل العذاب بسبعين سنة قال قتادة وبعد ان أوحى الله تعالى اليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن وقد كان قبل ذلك طامعا حدبا عليهم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (انه ربما ضربه ناس منهم أحيانا حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) و * (ديارا) * أصله ديوارا وهو فيعال من الدوران أي من يجيء ويذهب يقال منه دوار وزنه فيعال أصله ديوار وهذا كالقوام والقيام وقرا جمهور الناس (ولوالدي) وقرا أبي بن كعب (ولأبوي) وقرأ سعيد بن جبير (ولوالدي) بكسر الدال يخص أباه بالدعوة وقال ابن عباس لم يكفر بنوح ما بينه وبين آدم عليه السلام وقرا يحيى بن يعمر والجحدري (ولولدي) بفتح اللام وشد الياء المفتوحة وهي قراءة النخعي يخص بالدعاء ابنيه وبيته المسجد فيما قال ابن عباس وجمهور المفسرين وقال ابن عباس أيضا بيته شريعته ودينه استعار لها بيتا كما يقال قبة الاسلام وفسطاط الدين وقيل أراد سفينته وقيل داره وقوله * (للمؤمنين والمؤمنات) * تعميم بالدعاء لمؤمني كل أمة وقال بعض العلماء إن الذي استجاب لنوح عليه السلام فأغرق بدعوته أهل الأرض الكفار لجدير ان يستجيب له فيرحم بدعوته المؤمنين و (التبار) الهلاك وذهاب الرسم وقرا حفص عن عاصم وهشام وأبو قرة عن نافع (بيتي) بتحريك الياء وقرا الباقون بسكونها
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»