المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ١٣٤
وحينئذ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على يده وقال هذه يد لعثمان وهي خير من يد عثمان ثم جاء عثمان بعد ذلك سالما و * (الشجرة) * سمرة كانت هنالك ذهبت بعد سنين فمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فاختلف أصحابه في موضعها فقال عمر سيروا هذا التكلف وقوله تعالى * (فعلم ما في قلوبهم) * قال قوم معناه من كراهة البيعة على الموت ونحوه وهذا ضعيف فيه مذمة للصحابة وقال الطبري ومنذر بن سعيد معناه من الإيمان وصحته والحب في الدين والحرص عليه وهذا قول حسن ولكنه من كانت هذه حاله فلا يحتاج إلى نزول ما يسكنه أما أنه يحتمل ان يجازى ب * (السكينة) * والفتح القريب والمغانم وقال آخرون معناه من الهم بالانصراف عن المشركين والأنفة في ذلك على نحو ما خاطب فيه عمر وغيره وهذا تأويل حسن يترتب معه نزول * (السكينة) * والتعريض بالفتح القريب و * (السكينة) * هنا تقرير قلوبهم وتذليلها لقبول امر الله تعالى والصبر له وقرا الناس (وأثابهم) قال هارون وقد قرئت (وأتابهم) بالتاء بنقطتين والفتح القريب خبير وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف بالمؤمنين إلى المدينة وقد وعده الله بخيبر وخرج إليها لم يلبث قال أبو جعفر النحاس وقد قيل الفتح القريب فتح مكة والمغانم الكثيرة فتح خيبر وقرا يعقوب في رواية رويس (تأخذونها) على مخاطبتهم بالتاء من فوق وقرا الجمهور (يأخذونها) على الغيبة واختلف في عدة المبايعين فقيل ألف وخمسمائة قاله قتادة وقيل وأربعمائة قاله جابر بن عبد الله وقيل وخمسمائة وخمسة وعشرون قاله ابن عباس وقيل ثلاثمائة قال ابن أبي أوفى وقيل غير هذا مما ذكرناه من قبل وأول من بايع في ذلك رجل من بني أسد يقال له أبو سنان بن وهب قاله الشعبي قوله عز وجل سورة الفتح 20 - 24 قوله تعالى * (وعدكم الله) * الآية مخاطبة للمؤمنين ووعد بجميع المغانم التي اخذها المسلمون ويأخذونها إلى يوم القيامة قاله مجاهد وغيره
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»