جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " هلموا إلى التوراة ففيها صفتي " فأبوا قال القاضي أبو محمد فالكتاب في قوله * (من الكتاب) * هو اسم الجنس و * (الكتاب) * في قوله * (إلى كتاب الله) * هو التوراة وقال قتادة وابن جريج * (الكتاب) * في قوله * (إلى كتاب الله) * هو القرآن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فكانوا يعرضون ورجح الطبري القول الأول وقال مكي الكتاب الأول اللوح المحفوظ والثاني التوراة وقرأ جمهور الناس ليحكم بفتح الياء أي ليحكم الكتاب وقرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم الجحدري ليحكم بضم الياء وبناء الفعل للمفعول وخص الله تعالى بالتولي فريقا دون الكل لأن منهم من لم يتول كابن سلام وغيره وقوله تعالى * (ذلك بأنهم) * الإشارة فيه إلى التولي والإعراض أي إنما تولوا وأعرضوا لاغترارهم بهذه الأقوال والافتراء الذي لهم في قولهم * (نحن أبناء الله وأحباؤه) * المائدة 18 إلى عير ذلك من هذا المعنى وكان من قول بني إسرائيل إنهم لن تمسهم النار إلا أربعين يوما عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل قاله الربيع وقتادة وحكى الطبري أنهم قالوا إن الله وعد أباهم يعقوب أن لا يدخل أحدا من ولده النار إلا تحلة القسم وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لليهود (من أول من يدخل النار) فقالوا نحن فترة يسيرة ثم تخلفوننا فيها فقال كذبتم الحديث بطوله و * (يفترون) * معناه يشققون ويختلفون من الأحاديث في مدح دينهم وأنفسهم وادعاء الفضائل لها ثم أنه قال تعالى خطابا لمحمد وأمته على جهة التوقيف والتعجيب فكيف حال هؤلاء المغترين بالأباطيل إذا حشروا يوم القيامة واضمحلت تلك الزخارف التي ادعوها في الدنيا وجوزوا بما اكتسبوه من كفرهم وأعمالهم القبيحة أنه قال النقاش واليوم الوقت وكذلك قوله * (في ستة أيام) * الأعراف 54 السجدة 4 إنما هي عبارة عن أوقات فإنها الأيام والليالي والصحيح في يوم القيامة أنه يوم لأن قبله ليلة وفيه شمس واللام في قوله تعالى * (ليوم) * طالبة لمحذوف أنه قال الطبري تقديره بما يحدث في يوم سورة آل عمران 26 - 27 قال بعض العلماء إن هذه الآية لباطل نصارى نجران في قولهم إن عيسى هو الله وذلك أن هذه الأوصاف تبين لكل صحيح الفطرة أن عيسى عليه السلام ليس في شيء منها وقال قتادة ذكر بنا أن النبي عليه السلام سأل ربه أن يجعل في أمته ملك فارس والروم فنزلت الآية في ذلك وقال مجاهد * (الملك) * في هذه الآية النبوة والصحيح أنه * (مالك الملك) * كله مطلقا في جميع أنواعه وأشرف ملك يؤتيه سعادة الآخرة وروي أن الآية نزلت بسبب أن النبي عليه السلام بشر أمته بفتح ملك فارس وغيره فقالت اليهود
(٤١٦)