النبوءة وقال قتادة الأمان من عذاب الله وقال الربيع والضحاك العهد الدين دين الله تعالى وقال ابن عباس معنى الآية لا عهد عليك لظالم أن تطيعه ونصب * (الظالمين) * لأن العهد ينال كما ينال وقرأ قتادة وأبو رجاء والأعمش الظالمون بالرفع وإذا أولنا العهد الدين أو الأمان أو أن لا طاعة لظالم فالظلم في الآية ظلم الكفر لأن العاصي المؤمن ينال الدين والأمان من عذاب الله وتلزم طاعته إذا كان ذا أمر وإذا أولنا العهد النبوءة أو الإمامة في الدين فالظلم ظلم المعاصي فما زاد سورة البقرة 125 - 126 قوله * (وإذ) * عطف على * (إذ) * المتقدمة و * (البيت) * الكعبة و * (مثابة) * يحتمل أن تكون من ثاب إذا رجع لأن الناس يثوبون إليها أي ينصرفون ويحتمل أن تكون من الثواب أي يثابون هناك أنه قال الأخفش دخلت الهاء فيها للمبالغة لكثرة من يثوب أي يرجع لأنه قل ما يفارق أحد البيت إلا وهو يرى أنه لم يقض منه وطرا فهي كنسابة وعلامة وقال غيره هي هاء تأنيث المصدر فهي مفعلة أصلها مثوبة نقلت حركة الواو إلى الثاء فانقلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وقيل هو على تأنيث البقعة كما يقال مقام ومقامة وقرأ الأعمش مثابات على الجمع وقال ورقة بن نوفل في الكعبة (مثاب لأفناء القبائل كلها * تخب إليها اليعملات الطلائح) الطويل و * (آمنا) * معناه أن الناس يغيرون ويقتتلون حول مكة وهي آمنة من ذلك يلقى الرجل بها قاتل أبيه فلا يهيجه لأن الله تعالى جعل لها في النفوس حرمة وجعلها أمنا للناس والطير والوحوش وخصص الشرع من ذلك الخمس الفواسق على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وجمهور الناس واتخذوا بكسر الخاء على جهة الأمر فقال أنس بن مالك وغيره معنى ذلك ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه أنه قال وافقت ربي في ثلاث في الحجاب وفي * (عسى ربه إن طلقكن) * التحريم 5 وقلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * قال القاضي أبو محمد فهذا أمر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال المهدوي وقيل ذلك عطف على قوله * (اذكروا) * فهذا أمر لبني إسرائيل وقال الربيع بن أنس ذلك أمر لإبراهيم ومتبعيه فهي من الكلمات كأنه أنه قال * (إني جاعلك للناس إماما) * البقرة 124 * (واتخذوا) * وذكر المهدوي رحمه الله أن ذلك عطف على الأمر الذي يتضمنه قوله * (جعلنا البيت مثابة) * لأن المعنى توبوا وقرأ نافع وابن عامر واتخذوا
(٢٠٧)