أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٧٣
صورة فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ثم تلا هذه الآية (* (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) *) فقال يا محمد فقلت لبيك وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت أي رب في الكفارات قال وما الكفارات قلت المشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على المكروهات وانتظار الصلاة إلى الصلاة فمن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقد روى الترمذي صحيحا عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي عن مالك بن يخامر السلمي عن معاذ بن جبل قال احتبس عنا رسول الله ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله وتجوز في صلاته فلما سلم قال لنا على مصافكم كما أنتم ثم انتقل إلينا ثم قال أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة إني قمت في الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال يا محمد فقلت لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت ما أدري ثلاثا قال فرأيته وضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت ثم قال يا محمد قلت لبيك قال فيم يختصم الملأ الأعلى قلت في الكفارات قال ما هن قلت مشي الأقدام إلى الحسنات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء عند الكريهات قال وما الحسنات قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال سل قلت اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك قال رسول الله إنها حق فادرسوها ثم تعلموها
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»