أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٤
المسألة الثالثة لأن السلامة عن السهو محال فلا تكليف وقد سها النبي في صلاته والصحابة وكل من لا يسهو في صلاته فذلك رجل لا يتدبرها ولا يعقل قراءتها وإنما همه في أعدادها وهذا رجل يأكل القشور ويرمي اللب وما كان النبي يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها اللهم إلا أنه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكره حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى الآية الثانية قوله تعالى (* (الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون) *) الآيتان 6 - 7 قال ابن وهب قال مالك هم المنافقون الذين يراؤون بصلاتهم يري المنافق الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية والفاسق أنه يصلي عبادة وهو يصلي ليقال إنه يصلي وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بالعبادات وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس فأولها تحسين السمت وهو من أجزاء النبوة ويريد بذلك الجاه والثناء ثانيها الرياء بالثياب القصار والخشنة ليأخذ بذلك هيئة الزهد في الدنيا ثالثها الرياء بالقول بإظهار التسخط على أهل الدنيا وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة رابعها الرياء بإظهار الصلاة والصدقة أو بتحسين الصلاة لأجل رؤية الناس وذلك يطول وهذا دليله
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»