أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٧
المسألة الرابعة قوله تعالى (* (ليلة القدر) *)) قيل ليلة الشرف والفضل وقيل ليلة التدبير والتقدير وهو أقرب لقوله (* (فيها يفرق كل أمر حكيم) *) الدخان 4 ويدخل فيه الشرف والرفعة ومن شرفها نزول القرآن فيها إلى السماء الدنيا جملة ومن شرفها بكرتها وسلامتها التي يأتي إن شاء الله تعالى بيانها ومعنى التقدير والتدبير فيها أن الله قد دبر الحوادث والكوائن قبل خلقها بغير مدة وقدر المقادير قبل خلق السماوات والأرض من غير تحديد وعلم الأشياء قبل حدوثها بغير أمد ومن جهالة المفسرين أنهم قالوا إن السفرة ألقته إلى جبريل في عشرين ليلة وألقاه جبريل إلى محمد عليهما السلام في عشرين سنة وهذا باطل ليس بين جبريل وبين الله واسطة ولا بين جبريل ومحمد واسطة قال علماؤنا فيحدث الله عز وجل في رمضان في ليلة القدر كل شيء يكون في السنة من الأرزاق والمصائب وما يقسم من السعادة والشقاوة والحياة والموت والمطر والرزق حتى يكتب فلان يحج في العام ويكتب ذلك في أم الكتاب وقال آخرون يكتب كل شيء إلا السعادة والشقاوة والموت والحياة فقد فرغ من ذلك ونسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها فتجد الرجل ينكح النساء ويغرس الغروس واسمه في الأموات مكتوب الآية الثانية قوله تعالى (* (ليلة القدر خير من ألف شهر) *) الآية 3 فيها ثلاث مسائل
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»