أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٠
الآية الثالثة قوله تعالى (* (الذي علم بالقلم) *) الآية 4 فيها خمس مسائل المسألة الأولى الأقلام في الأصل ثلاثة القلم الأول كما ثبت في الحديث أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فكتب ما كان وما يكون إلى يوم الساعة فهر عنده في الذكر فوق عرشه القلم الثاني ما جعل الله بأيدي الملائكة يكتبون به المقادير والكوائن والأعمال وذلك قوله تعالى (* (كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) *) الانفطار 11 - 12 خلق الله لهم الأقلام وعلمهم الكتاب بها القلم الثالث أقلام الناس جعلها الله تعالى بأيديهم يكتبون بها كلامهم ويصلون بها إلى مآربهم والله أخرج الخلق من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا وخلق لهم السمع والبصر والنطق حسبما بيناه في كتاب قانون التأويل ثم رزقهم معرفة العبادة باللسان على ثمانية وعشرين وجها وقيل حرفا يضطرب بها اللسان بين الحنك والأسنان فيتقطع الصوت تقطيعا يثبت عنه مقطعاته على نظام متسق قرنت به معارف في أفرادها وفي تأليفها وألقى إلى العبد معرفة أدائها فذلك قوله (* (وعلمك ما لم تكن تعلم) *) النساء 113 ثم خلق الله اليد والقدرة ورزقه العلم والرتبة وصور له حروفا تعادل له الصورة المحسوسة في إظهار المعنى المنقول في النطق فتقابل هذا مكتوبا ذلك الملفوظ وتقابل الملفوظ ما ترتب في القلب ويكون الكل سواء ويحصل به العلم (* (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) *)) المسألة الثانية جعل الله هذا كله مرتبا للخلق ونظاما للآدميين ويسره فيهم فكان أقل الخلق
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»