أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٣
المسألة السادسة إطعام الطعام قد بينا فضله وهو مع السغب الذي هو الجوع أفضل من إطعامه لمجرد الحاجة أو على مقتضى الشهوة وإطعام اليتيم الذي لا كافل له أفضل من إطعام ذي الأبوين لوجود الكافل وقيام الناصر وهي المسألة السابعة والمسألة الثامنة قوله تعالى (* (ذا مقربة) *)) يفيد أن الصدقة على القريب أفضل منها على البعيد ولذلك بدأ به قبل المسكين وذلك عند مالك في النفل وقد بينا ذلك فيما تقدم مع قوله تعالى (* (أو مسكينا ذا متربة) *) والمتربة الفقر البالغ الذي لا يجد صاحبه طعاما إلا التراب ولا فراشا سواه والله أعلم سورة الشمس فيها آية واحدة قوله تعالى (* (ولا يخاف عقباها) *) الآية 15 روى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قالا أخرج إلينا مالك مصحفا لجده زعم أنه كتبه في أيام عثمان بن عفان حين كتب المصاحف مما فيه ولا يخاف عقباها بالواو وهكذا قرأ أبو عمرو من القراء السبعة وغيره فإن قيل لم يقرأ به نافع وقد قال مالك السنة قراءة نافع قلنا ليس كل أحد من أصحابه ولا كل سامع يفهم عنه في قراءة نافع الهمز وحذفه والمد وتركه والتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار في نظائر له من الخلاف في القراءات فدل على أنه أراد السنة في توسع الخلق في القراءة بهذه الوجوه من غير ارتباط إلى شيء مخصوص منها وقد بينا ذلك في تأويل قوله أنزل القرآن على سبعة أحرف وقد ثبت عن النبي أنه قال لمعاذ لا تكن فتانا اقرأ سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها ونحوهما فخصهما بالذكر
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 405 406 407 408 409 ... » »»