أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٠
والصحيح أن الجميع مراد بذلك لأن الأمر محتمل له والتفسح واجب فيه المسألة الثانية قوله (* (انشزوا فانشزوا) *)) فيه أربعة أقوال أحدها أنهم كانوا إذاجلسوا مع النبي في مجلسه أطالوا يرغب كل واحد منهم أن يكون آخر عهده بالنبي فأمرهم الله أن يرتفعوا الثاني أنه الأمر بالارتفاع إلى القتال قاله الحسن الثالث أنه موضع الصلاة قاله مقاتل بن حيان الرابع أنه الخير كله قاله قتادة وهو الصحيح كما بيناه المسألة الثالثة الفسحة كل فراغ بين ملأين والنشز ما ارتفع من الأرض ذكر الأول بلفظه وحقيته وضرب المثل للثاني في الارتفاع فصار مجازا في اللفظ حقيقة في المعنى المسألة الرابعة كيفية التفسح في المجالس مشكلة وتفاصيلها كثيرة الأول مجلس النبي يفسح فيه بالهجرة والعلم والسن الثاني مجلس الجمعيات يتقدم فيه بالبكور إلا ما يلي الإمام فإنه لذوي الأحلام والنهى الثالث مجلس الذكر يجلس فيه كل أحد حيث انتهى به المجلس الرابع مجلس الحرب يتقدم فيه ذوو النجدة والمراس من الناس الخامس مجلس الرأي والمشاورة يتقدم فيه من له بصر بالشورى وهو داخل في مجلس الذكر وذلك كله يتضمنه قوله (* (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) *) فيرتفع المرء بإيمانه أولا ثم بعلمه ثانيا وفي الصحيح أن عمر بن الخطاب كان يقدم عبد الله بن عباس على الصحابة
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»