أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٨٣
الآية الثالثة قوله تعالى (* (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) *) [الآية 2 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى القول في العهد المسألة الثانية القول في الوفاء به وقد تقدم شرحهما المسألة الثالثة في تعديد عهود الله وهي كثيرة العدد مستمرة [المدد و] الأمد أعظمها عهدا وأوكدها عقدا ما كان في صلب آدم على الإيمان الثاني ما كان مع النبي الثالث ما ربطه المرء على نفسه عند الإقرار بالشهادتين فإنها ألزمت عهودا وربطت عقودا ووظفت تكليفا وذلك يتعدد بعدد الوظائف الشرعية ويختلف باختلاف أنواعها منها الوفاء بالعرفان والقيام بحق الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إلا تره فإنه يراك ومنها الانكفاف عن العصيان وأقله درجة اجتناب الكبائر ومن أعظم المواثيق في الذكر ألا تسأل سواه فقد كان أبو حمزة الخراساني من كبار العباد سمع أن ناسا بايعوا رسول الله ألا يسألوا أحدا شيئا فكان أحدهم إذا وقع سوطه لا يسأل أحدا رفعه إليه فقال أبو حمزة رب إن هؤلاء عاهدوا نبيك إذ رأوه وأنا أعاهدك ألا أسأل أحدا شيئا أبدا قال فخرج حاجا من الشام يريد مكة فبينا هو يمشي في الطريق بالليل إذ بقي عن أصحابه لعذر ثم اتبعهم فبينا هو يمشي إليهم إذ سقط في بئر على حاشية الطريق فلما حصل في قعره قال أستغيث؛ لعل أحدا
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»