أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٦٠٢
المسألة الرابعة والعشرون قوله تعالى (* (من دون المؤمنين) *)) فائدته أن الكفار وإن كانوا مخاطبين بفروع الشريعة عندنا فليس لهم في ذلك دخول لأن تصريف الأحكام إنما تكون بينهم على تقدير الإسلام المسألة الخامسة والعشرون قوله تعالى (* (قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم) *)) قد تقدم القول في بيان علم الله في كتاب المشكلين وكتاب الأصول وكذلك تقدم القول فيه المسألة السادسة والعشرون وهي قوله (* (ما فرضنا) *)) وبينا معنى الفرض والقدر المختص بهذه المسألة من ذلك أن الله أخبر أن علمه سابق بكل ما حكم به وقرر على النبي وأمته في النكاح وأعداده وصفاته وملك اليمين وشروطه بخلافه فهو حكم سبق به العلم وقضاء حق به القول للنبي في تشريعه وللمنبأ المرسل إليه بتكليفه المسألة السابعة والعشرون قوله تعالى (* (لكيلا يكون عليك حرج) *)) أي ضيق في أمر أنت فيه محتاج إلى السعة كما أنه ضيق عليهم في أمر لا يستطيعون فيه شرط السعة عليهم المسألة الثامنة والعشرون قوله تعالى (* (وكان الله غفورا رحيما) *)) قد بينا معنى ذلك في كتاب الأمد الأقصى بيانا شافيا والمقدار الذي ينتظم به الكلام هاهنا أنه لم يؤاخذ الناس بذنوبهم بل بقولهم ورحمهم وشرف رسله الكرام فجعلهم فوقهم ولم يعط على مقدار ما يستحقون إذ لا يستحقون عليه شيئا بل زادهم من فضله وعمهم برفقه ولطفه ولو أخذهم
(٦٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 607 ... » »»