أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٣
إياها هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله منك يريد عائشة لقد علمت أن رسول الله لا يحبك ولولا أنا لطلقك فبكت أشد البكاء ودخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي واعجبا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبغي أن تدخل بين رسول الله وبين أزواجه وإنه كسرني ذلك عن بعض ما كنت أجد وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب في النزول إلى رسول الله فينزل يوما وأنزل يوما ويأتيني بخير الوحي وآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل تغزونا فنزل صاحبي ثم أتاني عشيا فضرب بابي وناداني فحرجت إليه فقال حدث أمر عظيم فقلت ماذا أجاءت غسان فقال بل أعظم من ذلك فقلت ما تقول طلق رسول الله نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت طلقكن رسول الله فقالت لا أدري هو هذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاما أسود قاعدا على أسكفة الباب مدليا رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله وينحدر فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى أتيت المنبر فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فصمت فخرجت فجلست إلى المنبر ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فإني أظن أن رسول الله ظن أني جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني أن أضرب عنقها لأضربن عنقها قال ورفعت صوتي فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني قال ادخل فقد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله فإذا هو متكئ على رمال حصير قد أثر
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»