أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٥١٨
الرابع ذكر الله في الصلاة أكبر من الصلاة وهذه كلها من إضافة المصدر إلى المفعول وهذا كله صحيح فإن الصلاة بركة عظيمة الآية الرابعة قوله تعالى (* (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) *) الآية 46 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى قال قتادة وهي منسوخة بآية القتال فإنه رفع الجدال المسألة الثانية قد بينا في القسم الثاني أنها ليست منسوخة وإنما هي مخصوصة لأن النبي عليه السلام بعث باللسان يقاتل به في الله ثم أمره الله بالسيف واللسان حتى قامت الحجة على الخلق لله وتبين العناد وبلغت القدرة غايتها عشرة أعوام متصلة فمن قدر عليه قتل ومن امتنع بقي الجدال في حقه ولكن بما يحسن من الأدلة ويجمل من الكلام بأن يكون منك للخصم تمكين وفي خطابك له لين وأن تستعمل من الأدلة أظهرها وأنورها وإذا لم يفهم المجادل أعاد عليه الحجة وكررها كما فعل الخليل مع الكافر حين قال له إبراهيم (* (ربي الذي يحيي ويميت) *) البقرة 258 فقال له الكافر أنا أحيي وأميت فحسن الجدال ونقل إلى أبين منه بالاستدلال وقال إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب وهو انتقال من حق إلى حق أظهر منه ومن دليل إلى دليل أبين منه وأنور المسألة الثالثة قوله (* (إلا الذين ظلموا) *)) فيها أربعة أقوال
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»