الثاني تطهر من الأنجاس والأقذار كقوله تعالى (* (وطهر بيتي) *) الحج 26 الثالث أن تعظم قاله الحسن فأما من قال إن معناها تبنى فهو متمعن وقد قال النبي من بنى لله مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة ومن قال إنها تطهر من الأقذار والأنجاس فذلك كقوله إن المسجد لينزوي من النجاسة كما تنزوي الجلدة من النار وهذا في النجاسة الظاهرة فما ظنك بغيرها وأما من قال إنها ترفع فالرفع حسا كالبناء وحكما كالتطهير والتنظيف وكما تطهر عن ذلك فإنها مطهرة عن اللغو والرفث لقوله وهي المسألة الثالثة (* (ويذكر فيها اسمه) *)) وهذا يدل على أنها المساجد كلها ضرب الله المثل لنوره بالزيت الذي يتوقد منه المصباح في البقعة المكرمة وهي المساجد تتميما لتشريف المثل بالمثل وجلاله من كل جهة وقد بينا في شرح الحديث من ذكر المساجد جملا عظيمة تربو على المأمول فيه الآية الحادية والعشرون قوله تعالى (* (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون) *) الآية 48
(٤٠٦)