سورة الأنبياء فيها ثلاث آيات الآية الأولى قوله تعالى (* (قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون) *) الآية 63 فيها أربع مسائل المسألة الأولى روى الأئمة عن أبي هريرة وغيره واللفظ له قال النبي لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث قوله إني سقيم ولم يكن سقيما وقوله لسارة أختي وقوله تعالى (* (بل فعله كبيرهم هذا) *) وثبت أيضا في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله قال لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتين منها في ذات الله قوله (* (إني سقيم) *) وقوله (* (بل فعله كبيرهم هذا) *) وبينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة فقال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري قلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد علمت أنكم سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقونني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت وأنا حينئذ اعلم أني بريئة وأن الله سيبرئني ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أنه ينزل في قرآن يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بآية تتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله رؤيا في النوم يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله مكانه وما خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول عليه فلما سري عن رسول الله سري عنه وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك قالت أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله وأنزل الله (* (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) *) العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عزل وجل (* (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) *) النور 22 قال أبو بكر بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا
(٢٦٢)