أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٠
الثاني أنه كان جذعا يابسا فهزته فاخضر وأورق وأثمر في لحظة ودخلت بيت لحم سنة خمس وثمانين وأربعمائة فرأيت في متعبدهم غارا عليه جذع يابس كان رهبانهم يذكرون أنه جذع مريم بإجماع فلما كان في المحرم سنة اثنتين وتسعين دخلت بيت لحم قبل استيلاء الروم عليه لستة أشهر فرأيت الغار في المتعبد خاليا من الجذع فسألت الرهبان به فقالوا نخر وتساقط مع أن الخلق كانوا يقطعونه استشفاء حتى فقد المسألة الثالثة قال ابن وهب قال مالك قال الله رطبا جنيا الجني ما طاب من غير نقش ولا إفساد والنقش أن ينقش في أسفل البسرة حتى ترطب فهذا مكروه يعني مالك أن هذا تعجيل للشيء قبل وقته وإفساد لجناه فلا ينبغي لأحد أن يفعله ولو فعله فاعل ما كان ذلك مجوزا لبيعه ولا حكما بطيبه وقد تقدم شيء من ذلك في سورة الأنعام الآية الخامسة قوله تعالى (إن كل من في السماوات والأرض إلا أتي الرحمن عبدا) الآية 93 فيها مسألتان المسألة الأولى قال محمد بن كعب لقد كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة بقولهم هذا لقوله تعالى (* (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) *) مريم 9 93 وصدق فإنه قول عظيم سبق القضاء والقدر ولولا أن البارئ لا يضعه كفر الكافر ولا يرفعه إيمان المؤمن ولا يزيد هذا في ملكه كما لا ينقص ذلك من
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»