أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ١١٣
المسألة الثالثة (* (والقرآن العظيم) *)) فيها ثلاثة أقوال الأول هو القرآن كله الثاني هو الحواميم الثالث أنها الفاتحة المسألة الرابعة في تحقيق هذا المسطور يحتمل أن يكون السبع من السور ويحتمل أن يكون من الآيات؛ لكن النبي قد كشف قناع الإشكال وأوضح شعاع البيان؛ ففي الصحيح عند كل فريق ومن كل طريق أنها أم الكتاب والقرآن العظيم - حسبما تقدم من قول النبي لأبي بن كعب ' هي السبع المثاني والقرآن العظيم العظيم الذي أوتيت ' وبعد هذا فالسبع المثاني كثير والكل محتمل والنص قاطع بالمراد قاطع بمن أراد التكليف والعناد وبعد تفسير النبي فلا تفسير وليس للمتعرض إلى غيره إلا النكير وقد كان يمكن لولا تفسير النبي أن أحرر في ذلك مقالا وجيزا وأسبك من سنام المعارف إبريزا إلا أن الجوهر الأغلى من عند النبي أولى وأعلى؛ وقد بينا تفسيرها في أول سورة من هذا الكتاب إذ هي الأولى منه فلينظر هناك من هاهنا إن شاء الله المسألة الخامسة قوله (* (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين) *) [الحجر 88] المعنى قد أعطيناك الآخرة فلا تنظر إلى الدنيا وقد أعطيناك العلم فلا تتشاغل بالشهوات وقد منحناك لذة القلب فلا تنظر إلى لذة البدن وقد أعطيناك القرآن فتغن به فليس منا من لم يتغن بالقرآن؛ أي ليس منا من رأى بما عنده من القرآن أنه ليس بغني حتى يطمح ببصره إلى زخارف الدنيا وعنده معارف المولى حيي بالباقي فغني عن الفاني
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»