أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٤٩١
وقد بين أيضا في مواضع أخر أي المال خير في حالة أخرى لقوم آخرين فقال خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن المسألة الثامنة قوله تعالى (* (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها) *)) فذكر ضميرا واحدا عن مذكورين وعنه جوابان أحدهما أن قوله (* (والذين يكنزون) *) جماعة ولكل واحد كنز فمرجع قوله ها إلى جماعة الكنوز لثاني إن ذكر أحد الضميرين يكفي عن الثاني كما قال تعالى (* (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) *) وهما شيئان كما قال الشاعر (إن شرخ الشباب والشعر الأسود * ما لم يعاص كان جنونا) وطريق الكلام الظاهر أن يقال ما لم يعاصيا ولكنه اكتفى بذكر أحدهما عن الآخر لدلالة الكلام عليه المسألة التاسعة إنما وهم من زعم أن المراد بالآية أهل الكتاب لأجل قوله في أول الآية (* (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل) *) يعني من أهل الكتاب فرجع قوله (* (والذين يكنزون الذهب والفضة) *) إليهم وهذا لا يصح من وجهين أحدهما أن أول الكلام وخصوصه لا يؤثر في آخر الكلام وعمومه لا سيما إذا كان مستقلا بنفسه
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»