أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٦
المشركين لما فيه من الحق من ذكر الرسول وغيره وكان تخصيصا لما تناوله اللفظ العام على معنى التأكيد الثاني أن قوله (* (من الذين أوتوا الكتاب) *) تأكيد للحجة فإن المشركين من عبدة الأوثان لم تكن عندهم مقدمة من التوحيد والنبوة وشريعة الإسلام فجاءهم الأمر كله فجأة على جهالة فأما أهل الكتاب فقد كانوا عالمين بالتوحيد والرسل والشرائع والملل وخصوصا ذكر محمد وملته وأمته فلما أنكروه تأكدت عليهم الحجة وعظمت منهم الجريمة فنبه على محلهم بذلك الثالث أن تخصيصهم بالذكر إنما كان لأجل قوله تعالى بعد ذلك (* (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) *) والذين يختصون بفرض الجزية عليهم هم أهل الكتاب دون غيرهم من صنف الكفار وهذا صحيح على أحد الأقوال على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى المسألة الرابعة فإن قيل أليس النصارى واليهود يؤمنون بالله واليوم الآخر قلنا عنه جوابان أحدهما أنا قد بينا أن أحدا منهم لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر الثاني أنهم وإن كانوا يؤمنون بالله وباليوم الآخر فإنهم قد كذبوا الرسول ولم يحرموا ما حرم الله ورسوله ولا دانوا بدين الحق المسألة الخامسة قوله تعالى (* (حتى يعطوا الجزية) *)) فيها ثلاثة أقوال أحدهما أنها عطية مخصوصة الثاني أنها جزاء على الكفر الثالث أن اشتقاقها من الأجزاء بمعنى الكفاية كما تقول جزى كذا عني يجزي إذا قضى
(٤٧٦)
مفاتيح البحث: أهل الكتاب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»