أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣١٦
الم سألة الثالثة قال ابن وهب سمعت مالكا يقول الطوفان الماء والجراد كان يأكل المسامير وإن سفينة نوح أتت البيت في جريانها فطافت به سبعا وإنما قال مالك هذا لوجهين أحدهما أن جماعة من المفسرين روت عن عائشة عن النبي أن الطوفان هو الموت وحقيقة الطوفان وهو الثاني أنه مصدر من طاف أو جمع واحدته طوفانة فقد قال سبحانه (* (فطاف عليها) *)) الآية التاسعة قوله تعالى (* (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) *) فيها مسألتان المسألة الأولى الفاحشة قد تقدم بيانها وإنما ذكر الله هذه المعصية وهي إتيان الرجال باسم الفاحشة ليبين أنها زنا كما قال (* (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة) *)) المسألة الثانية أخبر الله تعالى عنهم بأنهم لما ارتكبوا هذه الفاحشة أرسل عليهم حجارة من سجيل جزاء على فعلهم وقد اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال الأول أنه يعزر قاله أبو حنيفة الثاني قال الشافعي وجماعة يحد حد الزاني محصنا بجزائه وبكرا بجزائه
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»